الحمــــيـة
يقول طبيب العرب الحارث بن كلدة : «
الحمية رأس الدواء ، والمعدة بيت الداء ، وعودوا كل جسم ما اعتاد
» أ.هـ.
وقيل «
أن المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة ، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة،
وإذا سقمت المعدة، صدرت العروق بالسقم
» أ.هـ.
يقول أصحاب هذا الفن أنه لا فائدة من العلاج بدون حمية : والحمية عبارة عن نظام
دقيق يتبعه المريض في غذائه بعد العلاج بالكي حتى يشفى من مرضه ،
يشترطها المعالج من أجل نجاح عملية العلاج بالكي
ولها مدة محددة حسب نوع المرض وطريقة المعالج ... فبعض الأمراض لا تحتاج الى حمية
بعد الكي وبعضها حمية مدتها ثلاثة أيام ، وأخرى لمدة سبعة أيام فقط، وربما أصر
المعالج بأن تكون الحمية لمدة أربعين يوماً لا تنقص يوما واحداً :
- يمنع من أكل لحوم الإبل والبقر والدجاج والماعز والسمك والبيض ولا بأس بلحم صغار
الغنم أو لحم خروف مخصي .
- يسمح بأكل اللبن الرائب واللحم الهبر من الشاة التي لم ينزو عليها
الكبش .
- يسمح له بأكل لحم الشاة التي لم تحمل بعد .
- يفضل عدم شرب الحليب ومشتقاته وكل ما يسبب النفخ والغازات
ورخص البعض باللبن الرائب .
- يمتنع عن النشويات المصنعة مثل الخبز الأبيض
والحلويات السكر الأبيض .
- يسمح له باكل البـُـر الخالص "الخبز وما شابه ذلك".
- يمتنع عن المشروبات الغازية والعصيرات المضاف اليها السكر .
- يمتنع عن المنبهات والمخدرات ، الشاهي ، القهوة ، الكحول .
- يمتنع عن الأطعمة المعبأة والمعلبات المحتوية على المواد الحافظة .
- يمتنع عن أكل اللحوم المدهنة والمملحة .
- ينبغي تقليل كمية الملح في الطعام وعدم أكل كل ما يرفع الضغط كالملخللات وما
شابهها.
- يسمح له باستخدام السمن البري فقط ( سمن الغنم ).
- يمنع من جميع الحوار ( البهارات ) .
- يمنع من الحمضيات مثل الليمون والبرتقال طازجة أو عصير .
-
يمنع من أكل الكراث والفجل …الخ .
_ يبتعد عن العطورات
والأطياب حتى لا يلتهب موضع الكي " الشمم "
-
يمنع من استخدام " المره "
العشبة المعروفة .
- يمنع عن التعرض للبرد .
-
يمتنع عن الجماع لمدة سبعة أيام
" ذكرت هذه النقطة أحد العجائز "
أم دعيج
" يرحمها الله وكانت مشهورة بالكي " ، وذُكر لي أن الصمعاني ينصح المريض
الذي كوي من مرض عرق النسا بعدم الجماع لمدة
شهر كامل
والحقيقة أن المنع عن الجماع بعد الكي في عرق النسا متواتر عند المعالجين بالكي وإن
كان البعض يكتفي بسبعة ايام فقط.
قلت : ولم أجد خلال بحثي الجواب الشافي من المعالجين عن الحمية
ومدتها وعلى أي أساس طبقت على بعض الأمراض دون غيرها ، ولم أجد فيما كتبه الزهراوي
وهو العمدة في هذا المجال وكل من بعده عالة عليه ... فإنه لم يذكر الحمية مقرونة
وملزمة بعد العلاج بالكي بمثل هو الحال عليه عند معظم
المعالجين
في وقتنا هذا إلا أنه أوصى بالتدبير الجيد في علاج النقرس مع الكي
... أنظر كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف المقالة
الثلاثون " باب الكي ".
فإن الحمية التي يوصي بها الكثير من المعالجين بالكي أغلبها لا تعتمد على نظريات
صحيحه ، وربما كانت إرشادات من معالجين محنكين قداما ولمرضى معينين وعممت على بقيت
المرضى بواسطة من أخذ عنهم وبسوء فهم طريقة العلاج ... وكان التشخيص في السابق
مبنياً على الأخلاط الأربعة " البلغم ، المرة الصفراء ، المرة السوداء ، الدم " ...
وجعلَوا الغالبَ على كلِّ خلطٍ منها طبيعةَ ... فجعلَ طبيعةَ الدَّمِ طبيعةَ
الهواءِ التي هي الحرارةُ والرطوبةُ، وطبيعةَ المرَّةِ الصفراءِ طبيعةَ النارِ التي
هي الحرارةُ واليبوسةُ، وطبيعةَ المرَّةِ السوداءِ طبيعةَ الأرضِ التي هي البرودةُ
واليبوسةُ، وطبيعةَ البلغمِ طبيعةَ الماءِ التي هي البرودةُ والرطوبةُ.
"أنظر
كتاب مصالح الأبدان والأنفس لأبي زيد البلخي"
فأيما جسد اعتدلت فيه هذه الفطر الأربع وكانت كل واحدة منهن فيه ربعاً لا يزيد ولا
ينقص كمل بهجته واعتدل بنيانه فإن زادت واحدة منهن عليهم وقهرتهن ومالت بهن دخل على
أخواتها السقم من نواحيهن لقلتها منهن حتى تضعف عن طاقتهن وتعجز... وكانوا يقولون
البول الأصفر يدل على الصفراء و الأحمر على الدم والأبيض على البلغم و الأسود على
السوداء ... فكانت الحمية من أجل توازن هذه الأخلاط .
ومما لا شك فيه أن للحمة أهمية في تسريع مفعول العلاج بالكي وغيره من العلاجات بشرط
معرفة المرض وما يناسبه من تدبير في الغذاء
...
كما ينبغي ان لا تتعارض الحمية
مع الأدوية الطبية وارشادات الطبيب ونصائح المعالج
وهذ
أمثلة على الحمية من بعض الأمراض على سبيل المثال لا الحصر :
حمية
مرضى السكري
، يمنعون من الأغذية الدهنية "الدسم" والمحتوية على نسبة عالية من الكلسترول خصوصا
الزبدة والسمن ... ولا بأس بمشتقات الحليب إذا كان قليل أو منزوع الدسم ، كما ينصح
بنزع الشحم والجلد من الدهون والإمتناع عن أكل الكبد والمخ والكلاوي لإحتوائها على
نسبه
عاليه من الكلسترول... وينصح بتجنب اكل صفار البيض اكثر من مرتين في
الاسبوع ... ينصح بالطحين البر بدل الطحين الأبيض ...الخ .
الإمتناع عن السكريات عسل،مربى
، المشروبات الغازية والعصائر المحلاة بالسكر ،كيك
سكر،ايسكريم
جلي،كريمه
، بسكويت
بالسكر
تجنب تناول هذه المجموعه لأنها هي السبب الرئيسي في
ارتفاع السكر .
حمية مرضى الضغط
:
دائما ما تحتوي نظم علاج ارتفاع الضغط على الإقلال من تناول ملح الطعام لاحتوائه
على الصوديوم … لذلك من الضروري لمن لديهم ارتفاع في ضغط الدم أو القابلية عليهم
الإقلال من تناول ملح الطعام وعدم تناول الأطعمة المعالجه أو محفوظة والتي تحتوي
على نسبة عالية من الصوديوم والأغذية المملحة مثل المخللات المخلل وبعض أنواع الجبن
والأغذية الغنية بالكوليسترول مثل صفار البيض والأكلات الدهنية والكبد و الكلاوي
ومنتجات الألبان والمنتجات الحيوانية …الخ .
حمية
مرضى
القولون
:
يمتنعون عن شراب البن (القهوة)
، والفلفل والحوار ولتوابل والبهارات ، والفواكه المجففــة
.الزيوت
ذات المصادر الحيوانية، البقوليات مثل " اللوبيا والفول والفاصوليا
"
، المخللات بأنواعها
.الصلصة
وخاصة الحارة منها
، سلطة الخضروات النيئة
"الخس- الفجل- الطماطم
"
، المشروبات الغازية ، الدسم بأنواعه .
حمية داء النقرس:
يمتنع عنالأكلات
الدسمة والدهون، العدس
والبقول أثناء النوبات الحادة ، اللحم والسمك والدجاج لكبد والكلى
والمخ والسالمون والسردين ، الباذنجان البازلاء والسبانخ ، المربى
المحتوية على بذور والتوت والفراولة والتين والتوابل والبهارات
والمخللات خصوصا
أثناء النوبات الحادة.
حمية الفشل الكلوي:
أهم ما في الحمية الغذائية لمريض الفشل الكلوي هو خفض كمية البروتينات "الموجودة في
البيض واللحوم والبقوليات" التي يتناولها والتعويض عنها بالسكريات والنشويات أو
الدهون، وكذلك خفض كمية ملح الطعام والبوتاسيوم.
نقلاً موقع الطب الشعبي
0 التعليقات:
إرسال تعليق